كيفية استخدام التجزئة لتحقيق أفضل استفادة من أحجام الشاشات المختلفة في تطبيقات أندرويد
يُعدّ تصميم واجهات المستخدم لتطبيقات أندرويد تحديًا كبيرًا في ظل التعدد الهائل لأحجام ودقّات الشاشات التي تعمل بنظام أندرويد. يمكن أن تختلف أحجام الشاشات من هواتف صغيرة إلى أجهزة لوحية كبيرة، بل حتى أجهزة تلفاز ذكية أو شاشات قابلة للارتداء. وللتعامل مع هذا التنوع الكبير، تقدم منصة أندرويد نظامًا متكاملًا يُعرف باسم “التجزئة” (Resource Qualifiers)، وهو أحد أقوى المفاهيم التي يجب على مطوري التطبيقات إتقانها لتحقيق تجربة مستخدم مثالية على جميع الأجهزة.
في هذا المقال الموسّع، سيتم تحليل كيفية استخدام التجزئة في نظام أندرويد، وفهم الأنواع المختلفة من المجزئات، وأفضل الممارسات لتحقيق أقصى استفادة منها لضمان التوافق مع مجموعة واسعة من أحجام الشاشات.
المفهوم العام للتجزئة في أندرويد
في نظام أندرويد، تُستخدم التجزئة لتحديد الموارد (Resources) التي يجب تحميلها عند تشغيل التطبيق على جهاز معين. يتم تحديد هذه الموارد عن طريق إنشاء مجلدات مختلفة تحتوي على خصائص أو صفات محددة يتم تطبيقها عندما يتوافق الجهاز مع الشروط المحددة.
كمثال: يمكن إنشاء مجلدين مختلفين يحتويان على ملفات تخطيط واجهة (Layout) مختلفين تمامًا مثل:
-
res/layout/main_activity.xml -
res/layout-large/main_activity.xml
في هذه الحالة، يتم تحميل التخطيط الموجود في layout-large فقط إذا كان الجهاز يملك شاشة تُصنف على أنها “كبيرة”، بينما في باقي الحالات يتم تحميل التخطيط الأساسي الموجود في layout.
أنواع التجزئة المرتبطة بالشاشات
1. الحجم الفيزيائي للشاشة (Screen Size)
تنقسم أحجام الشاشات إلى أربع فئات رئيسية:
| اسم التجزئة | الوصف |
|---|---|
small |
شاشات صغيرة مثل بعض الهواتف القديمة |
normal |
الحجم القياسي لمعظم الهواتف الذكية |
large |
شاشات أكبر مثل الأجهزة اللوحية الصغيرة |
xlarge |
الأجهزة اللوحية الكبيرة مثل شاشات 10 بوصة أو أكثر |
مثال على استخدام هذا النوع من التجزئة:
plaintextres/layout-large/ res/layout-xlarge/
كل من هذه المجلدات يحتوي على تخطيط يناسب حجم الشاشة المحدد، ويقوم النظام تلقائيًا بتحميل التخطيط المناسب وفقًا لحجم شاشة الجهاز.
2. كثافة البكسلات (Screen Density)
تُقاس كثافة الشاشة بـ “نقطة لكل بوصة” (dpi)، وتُستخدم هذه التجزئة لضمان وضوح الصور والأيقونات على الشاشات ذات الكثافة العالية.
أنواع الكثافات في أندرويد:
| اسم التجزئة | كثافة الشاشة |
|---|---|
ldpi |
~120 dpi |
mdpi |
~160 dpi |
hdpi |
~240 dpi |
xhdpi |
~320 dpi |
xxhdpi |
~480 dpi |
xxxhdpi |
~640 dpi |
tvdpi |
~213 dpi (لأجهزة التلفاز) |
يتم إنشاء مجلدات صور مختلفة وفقًا لكثافة الشاشة:
plaintextres/drawable-mdpi/ res/drawable-hdpi/ res/drawable-xhdpi/ res/drawable-xxhdpi/
هذا يسمح باستخدام صور بأبعاد مناسبة لكل نوع شاشة، مما يحافظ على وضوح الصورة دون الحاجة لتكبيرها أو تقليصها بصورة غير طبيعية.
3. الاتجاه (Orientation)
يمكن إنشاء تخطيطات مختلفة لأوضاع الشاشة (عمودي/أفقي):
plaintextres/layout-port/ res/layout-land/
في الوضع العمودي (Portrait) يتم تحميل التخطيط من layout-port/، أما في الوضع الأفقي (Landscape) فيتم التحميل من layout-land/.
4. عرض الشاشة (Smallest Width – sw)
تسمح تجزئة sw (smallest width) بإنشاء تخطيطات تعتمد على العرض الأدنى المتوفر (بالـ dp)، بغض النظر عن الاتجاه أو الحجم الكلي للجهاز. تعتبر هذه الطريقة الأكثر دقة واستقرارًا للتعامل مع تنوع الأجهزة.
أمثلة:
plaintextres/layout-sw600dp/ --> لأجهزة تملك عرض شاشة أدناه 600dp res/layout-sw720dp/ --> لأجهزة تملك عرض شاشة أدناه 720dp
تُستخدم هذه التجزئة كثيرًا مع الأجهزة اللوحية (tablets) لضمان تحسين عرض المحتوى بشكل مثالي.
كيفية تنظيم الملفات باستخدام التجزئة
يجب تنظيم الموارد في مجلدات منفصلة تعتمد على التجزئة المطلوبة. عند تشغيل التطبيق، يقوم نظام أندرويد بتحليل خصائص الجهاز لاختيار أفضل نسخة ممكنة من المورد (سواء تخطيط، صورة، نص، إلخ).
يمكن أيضًا استخدام أكثر من تجزئة واحدة في نفس المجلد:
plaintextres/layout-sw600dp-land/
في المثال أعلاه، سيتم استخدام هذا التخطيط فقط إذا كان الجهاز يملك عرض شاشة لا يقل عن 600dp وكان في الوضع الأفقي.
مزايا استخدام التجزئة
-
تحسين تجربة المستخدم: يتم عرض الواجهة بشكل مثالي على جميع الأجهزة.
-
تحسين الأداء: لا يتم تحميل الموارد غير الضرورية مما يقلل استخدام الذاكرة.
-
إدارة أسهل للواجهة: يمكن تخصيص الواجهة لتناسب الأجهزة الصغيرة أو الكبيرة دون الحاجة لتغيير الشيفرة البرمجية.
-
دعم الأجهزة اللوحية والتلفاز والأجهزة القابلة للارتداء بسهولة.
استراتيجيات التصميم باستخدام التجزئة
التصميم التكيّفي (Adaptive UI)
بدلاً من تصميم واجهات منفصلة تمامًا، يمكن إنشاء واجهات تتكيف تدريجيًا مع حجم الشاشة. ويتم ذلك عبر:
-
استخدام مكونات قابلة للتمدّد مثل
ConstraintLayout. -
التحكم في عدد الأعمدة أو عناصر الشبكة باستخدام
GridLayoutأوRecyclerViewحسب العرض. -
تقسيم المحتوى إلى أجزاء يمكن إظهارها أو إخفاؤها حسب المساحة المتاحة.
التصميم التفاعلي باستخدام Fragments
يمكن إنشاء شاشات تتغير حسب حجم الجهاز باستخدام الـ Fragments، مما يسمح بعرض محتوى متعدد في نفس الشاشة على الأجهزة الكبيرة، وتقسيم المحتوى إلى عدة شاشات على الأجهزة الصغيرة.
مثال على ذلك هو عرض قائمة ومحتوى العنصر المختار في نفس الشاشة على الأجهزة اللوحية، وعرضها في شاشتين منفصلتين على الهواتف.
دعم الشاشات عبر ملفات values
لا يقتصر دعم الشاشات المختلفة على التخطيطات والصور فقط، بل يشمل أيضًا القيم الثابتة مثل الحجوم والمسافات.
يتم إنشاء ملفات dimens.xml منفصلة لكل نوع شاشة:
plaintextres/values/dimens.xml res/values-sw600dp/dimens.xml res/values-sw720dp/dimens.xml
يمكن تخصيص الأبعاد بما يتناسب مع الجهاز، مما يضمن الاتساق في حجم العناصر على اختلاف الشاشات.
جدول توضيحي لمجلدات الموارد والتجزئات
| نوع التجزئة | مثال على المجلد | الاستخدام الأساسي |
|---|---|---|
| حجم الشاشة | layout-large/ |
التحكم بتخطيط الواجهة حسب حجم الجهاز |
| كثافة الشاشة | drawable-xxhdpi/ |
توفير صور عالية الجودة لكل شاشة |
| الاتجاه | layout-land/ |
تغيير التخطيط حسب الوضع الأفقي/العمودي |
| عرض الشاشة (dp) | layout-sw600dp/ |
التكيّف مع العرض الفعلي للشاشة |
| تجزئة متعددة | layout-sw600dp-land/ |
دقة أكبر في تخصيص الموارد |
توصيات وممارسات فعّالة
-
ابدأ بـ default layout ثم خصص فقط عند الحاجة.
-
استخدم وحدات القياس النسبية مثل
dpوspلتفادي مشاكل الأحجام. -
لا تُكرر الموارد دون داعٍ، بل استخدم القيم المتغيرة في ملفات
values. -
اختبر التطبيق على أكبر عدد ممكن من أحجام الشاشات باستخدام “Layout Inspector” و “Device Preview”.
-
استخدم الأدوات الرسمية مثل Android Studio Emulator لاختبار كل الحالات المحتملة.
خلاصة المفهوم البرمجي
التجزئة في أندرويد تمثل حجر الزاوية في تصميم واجهات متكيفة وشاملة. عبر استغلال الخصائص المختلفة مثل حجم الشاشة وكثافتها والاتجاه والعرض الفعلي، يمكن بناء تطبيقات لا تُميز بين المستخدمين وتقدم تجربة متكاملة لأي جهاز، سواء كان هاتفًا ذكيًا صغيرًا أو جهازًا لوحيًا متطورًا. إدراك هذا المفهوم وتطبيقه بفعالية هو من علامات المطور المحترف الذي يطمح لجودة تصميم عالمية تتوافق مع معايير Google وتطلعات المستخدمين.

